بدعوة من قبل فرع منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس" في العاصمة كييف، شارك اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" بأعمال المنتدى الرابع لحقوق الإنسان في أوكرانيا، الذي عقد في قاعة مؤتمرات أحد فنادق العاصمة بتاريخ 30 و31/05/2009م.
حضر وشارك بأعمال المنتدى نحو 140 مؤسسة ومنظمة إنسانية وحقوقية من أوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حضور ومشاركة مفكرين وممثلين عن عدة وزارات ومؤسسات حكومية، ومثل الرائد إلى المنتدى الأمين العام السابق للاتحاد ورئيس جمعية "معا والقانون" الحقوقية الدكتور موسى عرادة.
المنتدى الذي جاء تحت عنوان (السلطات وحقوق الإنسان في أوكرانيا) بحث وناقش تعامل وتعاون السلطات الرسمية مع المؤسسات الحقوقية وتفاعلها مع القضايا التي تمس حقوق الإنسان في أوكرانيا، وهدف – وفق ما قاله المنظمون – إلى إيجاد آلية لتوحيد الجهود والطاقات بين المؤسسات المشاركة في هذا الشأن.
انتقاد السلطات
انتقد معظم المشاركين في المنتدى تفاعل السلطات الرسمية مع قضايا حقوق الإنسان في أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى تدهورها بشكل واضح مقارنة بما هي عليه في غيرها من الدول، وخاصة في دول الاتحاد الأوروبي.
ومن بين الانتقاد التي وجهت للسلطات الاعتداء المتكرر من قبل قوات الأمن على نشطاء المؤسسات الإنسانية والحقوقية، وتجميد العديد من المشاريع المقدمة من قبل الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان، وممانعة طباعة نشرات التوعية وعقد مؤتمرات إعلامية تنقد بشكل حر ومباشر السلطات أو تبين بشفافية وضع حقوق الإنسان في البلاد.
فلاديمير يافورسكي رئيس فرع منظمة حقوق الإنسان في أوكرانيا قال في حديث مع الرائد على هامش أعمال المنتدى: "لدينا أمل كبير بأن يساهم المنتدى في دفع مسيرة حماية حقوق الإنسان في أوكرانيا نحو الأمام، ونعول لذلك على الحاضرين والمشاركين الذي يدركون واقع وحجم الأخطار التي ستأثر سلبا على أوكرانيا شعبا وثقافة، وعلى جميع المقيمين على أراضيها".
وأضاف: "نسعى لدحض بعض المفاهيم الخاطئة والسائدة، التي تحمي الأغنياء من الفقراء، وتحمي السلطات من الشعب، نسعى لنشر العدل وإلغاء مظاهر العبودية الحديثة التي يفرضها القوي على الضعيف".
وقال المفكر الاجتماعي أندري كافريشوك الذي يترأس "منظمة حماية حقوق الشباب" للرائد: "يجب أن يعلم الجميع أن حماية حقوق الإنسان في أوكرانيا هو مفتاحها لدخول الاتحاد الأوروبي، ولذلك فعلى السلطات أن تعزز من إحساسها بالمسؤولية في هذا الشأن، وتعزز أيضا من الحريات في البلاد، وأعني بالحريات الحريات الاقتصادية والاجتماعية لا السياسية فقط".
وعي حكومي
من ناحية أخرى قال أوليغ مارتينينكو ممثل وزارة الداخلية إلى المنتدى ورئيس لجنة حقوق الإنسان فيها في حديث مع الرائد: "من الخطأ بحق الوزارة اتهامها الدائم بالتقصير، فهي ماضية قدما في إطار حماية حقوق الإنسان وأعدت لذلك مشروعا خاصا يقضي بإقامة فروع حقوقية فاعلة في جميع المدن، ونتوقع لهذا المشروع نتائج طيبة وموفقة خلال العامين القادمين".
وحول انتشار العنصرية والاعتداءات على الأجانب قال مارتينينكو: "الداخلية تدرك حجم هذه المشكلة لكنها تحيط بها، ولن تسمح بتوسيع رقعة مساحتها الضيقة".
الدفاع عن المسلمين
ممثل الرائد إلى المنتدى الدكتور موسى عرادة قال للرائد: "المشاركة باعتقادي كانت مشاركة طيبة وهامة، استطعنا من خلالها كسب خبرات مفيدة، وتكوين صداقات مع العديد من المؤسسات المشاركة، كما بينا من خلالها أن "معا والقانون" ستكون ناشطة في ميادين الدفاع عن حقوق مسلمي أوكرانيا وأبناء الجاليتين العربية والإسلامية المقيمين على أراضيها بالدرجة الأولى، وستمد يد العون لجميع المنظمات المشابهة في إطار ما يسمح به القانون الأوكراني.
هذا وقد اتفق المشاركون في المنتدى على عقد اجتماعات تواصلية مستمرة كل عام، وتوحيد جهودها وطاقاتها إزاء كبريات القضايا التي تشكل نقطا تماس مشتركة فيما بينها.
مركز الرائد الإعلامي