الخطوة الأولى: تحديد الهدف.
رمضان أعظم فرصة للتغيير، لذلك لا تدع هذه الفرصة تفوتك.
وتحديد الهدف يكون بالإجابة على هذا السؤال: ماذا أريد أن أحقق في رمضان؟
وأطرح عليك بعض الأفكار..
أريد أن أحقق التقوى التي أمرني الله بها، أريد أن أغير نفسي للأفضل فى علاقتي مع الله، أريد أن أترك معصية ما كـ( التدخين أو إطلاق البصر أو غير ذلك)، أريد أن أداوم على الطاعة وفعل الواجبات كـ(الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، أريد أن اقوي علاقتي بالقرآن، أريد أن أقوي علاقتي بأسرتي، أريد أن أكون بارًا بوالدي، أريد ان أصل إلى مرحلة التلذذ بالعبادة.. هذه كلها نوايا وأهداف مختلفة تختلف من شخص لآخر حسب درجة الايمان والتقوى، وبالطبع هناك الكثير من الأهداف الجميلة والهامة..
الخطوة الثانية: التخطيط الزمنى المجدول.
هذه المرحلة هامة للغاية حيث أن كل الناس يريدون التغيير، لكن الذي يتغير فعلاً هو الذي يقرر ذلك ويتبع ذلك بخطوات عملية.. ضع برنامجًا واضح المعالم وواقعي، فلا تكلف نفسك بتكاليف وهمية، أو لا تستطيع تنفيذها، احسب وقت عملك والوقت الذي تقضه نائمًا، ووقت الطعام والشراب، واستخلص من ذلك الوقت الذي يمكنك فيه العمل على أهدافك، أكرر كن واقعيًا في وضع الخطة لأن كثيرًا من الناس يتحمس ويضع خطط عملاقة لكنه للأسف لا يستطع تنفيذها ثم يصاب بالإحباط ويترك العمل كله.
الخطوة الثالثة: الاستعداد النفسي.
هذه هي الخطوة الأولى في تنفيذ الأهداف السابقة، وسأتحدث هنا بشكل عام على جميع الأهداف التي من الممكن تحقيقها في رمضان، جهز نفسك روحيًا لاستقبال هذا الشهر بهذه الخطوات..
1- تصحيح العلاقة بينك وبين الله.
2- النية الصالحة: فإذا قررت أن تقلع عن ذنب فلتكن نيتك أولاً لله، فمثلا التدخين له مضار كثيرة ربما تقول أمتنع من أجل الصحة أو توفير المال، كل هذا جميل وهام لكن الأهم هو أن يكون كله لله..
3- التوبة النصوح المتبوعة بالندم والحزن على التفريط في أمر الله.
4- درب نفسك على الاخلاص لله في عملك وابدأ باليسير، جرب ذلك في الصدقة أو في مساعدة الآخرين، أو في صلة الرحم المقطوعة وغير ذلك.. وأنت تفعل هذه الأشياء درب نفسك على ألا تريد جزاءً ولا شكوراً من أحد فقط لوجه الله.
الخطوة الرابعة: الاستعداد الجسدي.
هذه الخطوة لا تقل أهمية عن سابقتها، سأذكر لكم قصة صغيرة..
فقد سافرت مع صديق لأشجعه في السباق بالجري لمسافة 45 كيلو متر قضاها تقريبًا في حوالي 10 ساعات بنجاح، كنت أشاهده من السيارة وقررت أن أنزل لأجرى معه تشجيعًا له، لم أستكمل الـ10 دقائق وعدت إلى السيارة، وبعد ذلك سألته: كيف تقوى على هذه المسافة وهذا الوقت؟! فأجاب باختصار في أنه: "يجب أن يجهز نفسه لهذا السباق قبلها بعام كامل"! باختصار لو كنت عاوز تشترك في سباق الطاعة لازم تستعد، لو عاوز تجعل رمضان فرصة حقيقة للتغيير يبقى لازم استعداد وتأهيل.. السؤال الآن: كيف أستعد؟
راجع أهدافك وخطتك وابدأ على الفور بالاستعداد والتجربة..
فإذا كان من أهدافك قيام الليل والتهجد فابدأ من الآن وابدأ بالقليل قدر استطاعتك مع التزايد ولا تحتقر عملك مقارنة بالآخرين لا تنظر لنفسك على أنك قليل كل هذا من وسائل الشيطان ووسائل النفس الأمارة بالسوء، وإن كان من هدفك قراءة وتدبر القرآن فليكن لك ورد من الآن، وإذا كان هدفك الإقلاع عن معصية ما فابدأ أيضًا الآن بالامتناع عنها، فإن لم تستطع فالتقليل منها، وجاهد نفسك واعصها، ألم تقرأ قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
يا أخي لو لم تخرج من رمضان إلا وأنت محافظ على صلاتك لكفى، وفي الأيام القادمة المزيد، وكلما تذوقت لذة الإيمان ولذة القرب لتحولت العبادة إلى شيء مألوف ومحبوب إلى نفسك، ولتحولت المعصية إلى شيء بغيض تكرهه.
الخطوة الخامسة: تقوية جبهة الدفاع.
الخطوات السابقة من دون هذه الخطوة لا تعني شيئاً، فأنت تريد أن تتغير وهناك عداوات كثيرة من حولك لا تريد لك التغيير، بل تحاول تدميرك، فلا تدع لها هذه الفرصة، والله سبحانه وتعالى أخبرنا بأنه يريد لنا الخير، ولكن هناك أعداء يريدون لنا الشر يجب أن نحذرهم، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:27]، ومن هذه الأشياء..
1- الموبايل: فلا شيء أخطر على وقتك من هذا الجهاز! وخاصة إذا كنت لا تملك التحكم فيه، والموبايل في حد ذاته نعمة عظيمة من الله تساعدنا على إنجاز أعمالنا والتواصل بسهولة مع الآخرين، لكن إذا أحسنا استخدامه، أما إذا أسأنا الاستخدام فسيكون ضرره أضعاف فوائده -أغلق هاتفك أو تحكم في استخدامك له-.
2- التلفاز: فكما أنك تستعد الآن للتقرب إلى الله في شهر رمضان فهناك من يستعد من العام الماضي لتدميرك في شهر رمضان! من خلال المسلسلات التافهة والأفلام وبرامج التوك شو.. وغيرها، ويستخدمون في دعايتهم "سلي صيامك معانا"، أو "رمضانك أحلى معانا"، وغير هذه الشعارات الكاذبة وفي الحقيقة (ضيع صيامك معانا).
3- أصدقاء السوء: لا تجعل أحد يسيطر على تصرفاتك ويجرك إلى فعل السوء.
4- نفسك وشهواتك: فكما نعلم أن رمضان تسلسل فيه الشياطين وتجد أثر ذلك في إقبال كثير من المسلمين على الطاعة، لكن تبقى النفس الأمارة بالسوء التي تحتاج منك إلى مزيد من المجاهدة والصبر على شهواتها.
اعلم يا أخي أنه بالوصول إلى الله تعالى تحقق أعلى درجات السعادة، وتحقق الفلاح في الدنيا والآخرة فاحرص على الاشتراك في السباق وتحقيق النجاح.