مع بداية العام الدراسي الجديد تتضاعف سعادة مسلمي العاصمة الأوكرانية كييف بعدما تم افتتاح أول مدرسة نموذجية إسلامية خاصة بأبنائهم بعد طول انتظار، كما يقولون.
"أوليغ" مسلم أوكراني، اصطحب ابنه ياسين إلى أول أيام حياته الدراسية، وكانت السعادة الغامرة بادية عليه وعلى زوجته أولغا، لأن ابنهما سيكون "في بيئة تساهم في الحفاظ على خصوصية الدين والهوية والعادات".
وإلى جانب السعادة، يشعر طارق اليوم بالطمأنينة أيضا لأن ابنته ستكمل تعلمها في مدرستها الجديدة بعد أن أصبحت في الصف السابع، بعيدا عن فتن المجتمع التي تحيق حتى بالأطفال، كما يقول.
مستقبلنا
مدرسة "مستقبلنا" حلم تحقق بالنسبة لكثيرين من مسلمي كييف الذين حضروا حفل افتتاحها، بعد أن كان الحفاظ على الدين والهوية واللغة هاجسا يؤرق حاضرهم ومستقبلهم ويدفعهم إلى تسجيل أبنائهم في مدارس عامة أو خاصة.
مديرة المدرسة فيرا فرينداك قالت للجزيرة نت إن "مستقبلنا" هي مدرسة أوكرانية إسلامية نظامية يومية، كسبت الثقة قبل أن تفتح أبوابها، لأنها في جزء كبير من مبنى المركز الثقافي الإسلامي بعد أن تم ترميمه وتوسعته، وكان في أيام العطل ملاذا لأبناء مسلمي كييف, كما أن فيه الكثير من المرافق الهامة والمساعدة كالمسجد.
وأضافت فيرا فرينداك أن المدرسة مطابقة لمعايير السلامة المتبعة في أوروبا، وفيها جميع الغرف اللازمة للتطبيقات العملية، بإشراف معلمين ذوي كفاءة وخبرة معينين من وزارة التعليم، بالإضافة إلى وجود معلمين متخصصين في التربية الإسلامية واللغة العربية, واعتبرت أن "المدرسة ستحتضن أبناء المسلمين، وتعزز فيهم الانتماء إلى الدين وحب أوكرانيا الوطن".
وأشارت فرينداك إلى أن ستين طالبا تم تسجيلهم في المدرسة، وخاصة في الصفوف الدراسية الثلاث الأولى وحتى الصف التاسع حاليا، واصفة ذلك بأنه "رقم جيد وبداية ناجحة بالنسبة للمدرسة".
المدن الأخرى
ويرى ممثلو المؤسسات الإسلامية في أوكرانيا أن افتتاح المدرسة خطوة أولى على طريق فتح مدارس مماثلة في مدن أخرى يكثر فيها المسلمون.
إسماعيل القاضي نائب رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" -وهي المؤسسة التي أسست المدرسة وتعد أكبر جهة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في أوكرانيا- قال للجزيرة نت إن أعداد المسلمين في كييف تقدر بعشرات الآلاف، ولهذا كان لابد من وجود مدرسة تلبي حاجتهم.
وأضاف أن الأعوام الماضية كانت مليئة بالمشاريع والأنشطة المماثلة، التي كان من أبرزها مشروع إعادة تأهيل وبناء 15 مدرسة خاصة بأبناء التتار المسلمين (وعددهم يقارب 500 ألف نسمة) في القرم (الذي ضمته روسيا إلى أراضيها قبل أشهر)، علاوة على إعداد وطباعة عدة كتب تعليمية خاصة بهم.
المادة كما وردت على موقع الجزيرة نت (هنا).