أطلقت مجموعة تضم العشرات من تتار كازان المسلمين في إقليم الدونباس شرق أوكرانيا حملة لإعادة تسمية مواليد الأبناء وأبناء الأبناء باسم "محمد"، لينتشر هذا الاسم من جديد بين مسلمي الإقليم البالغ عددهم قرابة مائة ألف نسمة.
وكانت سنوات الاتحاد السوفياتي السابق قد تسببت بذوبان جزء كبير من هوية تتار كازان الإسلامية، حيث منع النظام آنذاك التتار وغيرهم من ممارسة تعاليم دينهم، فهدم معظم المساجد وأغلق المدارس التترية، كما شجع زواج التتار من غيرهم خاصة من غير المسلمين.
يقول مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (أمة) الشيخ سعيد إسماعيلوف للجزيرة نت إن تتار كازان توقفوا عن تسمية أبنائهم زمن الاتحاد السوفياتي بأسماء تترية وإسلامية خشية أن ينظر إليهم في المستقبل بعين تميزهم عن غيرهم وتنسبهم إلى قوميتهم أو دينهم فتضيع عليهم فرص الدراسة أو العمل.
ويضيف أن التتار توقفوا كذلك عن تسمية أبنائهم باسم "محمد" خشية أن يسيئوا في المستقبل لاسم وشخص النبي صلى الله عليه وسلم بسوء.
حملة تعريفية
وتأتي هذه الحملة استمرارا لحملة أخرى كان قد أطلقها قبل نحو عامين اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" –أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا– للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم عبر طباعة كتب وإلقاء محاضرات على جموع التتار في الإقليم.
وتقول الحاجة صفية البالغة من العمر 85 عاما "لقد تأثر تتار كازان (خاصة المسنين منهم) بما سمعوه عن الرسول خلال الحملة التعريفية به بعد أن أنستهم العقود الماضية دينهم، وقد ساهمت الحملة المذكورة بغرس حبه في قلوبهم ودفعتهم للافتخار به، وهذا ما أدى بدوره لإطلاق حملة التسمية".
وأضافت أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول هداية ورحمة، وقدوة حسنة في جميع المجالات، ولذا "فإننا نشعر أن انتشار اسمه جزء من هويتنا وواجبنا تجاه ديننا ورسولنا وأبنائنا، وكذلك تجاه وطننا الذي يجب أن نؤدي أدوارنا الإيجابية فيه كمسلمين".
إحياء الهوية
ويربط آخرون بين اسم "محمد" وقضية إحياء هوية تتار كازان والحفاظ عليها في الدونباس، إذ يقول رئيس فرع اتحاد الرائد في الإقليم حمزة عيسى للجزيرة نت إن الاسم جزء من الهوية ويعبر عنها، وتتار كازان في أشد الحاجة لإحياء جميع مظاهر هويتهم لوقايتها من ظاهرة الذوبان السلبي في المجتمع.
وأضاف أن الاتحاد يدعم هذه الحملة لنشر اسم النبي محمد بين تتار كازان المسلمين، ويتمثل هذا الدعم بجوائز رمزية تشجيعية مادية ومعنوية.
يذكر أن وجود تتار كازان في إقليم الدونباس يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث قدموا إليه من أواسط روسيا للعمل في مناجمه ومصانعه المختلفة، وكانت أعدادهم تقدر آنذاك بنحو 400 ألف نسمة قبل أن تتراجع إبان الحقبة السوفياتية نتيجة الذوبان في المجتمع.
الخبر كما ورد على موقع الجزيرة نت (هنا)