مع "الرائد" يحمل كل عيد كل جديد، وجديد العام لا يقل إثارة عن مفاجئات الأعوام الماضية، التي تشعر مسلمي أوكرانيا بالسعادة، حتى وإن كانوا مقيمين فيها بعيدا عن أوطانهم.
عشرات الألوف صلوا العيد في المساجد التي يرعاها، ومساجد المراكز ومصليات الجمعيات التابعة في شتى أرجاء المدن، فكان الإقبال مفاجئة سارة لـ"الرائد" والمسلمين على حد سواء، يرون فيه بشارة خير تدل على "العودة إلى الدين، والتمسك بالهوية".
إقبال تميز أيضا بزيادة إقبال النساء والأطفال على الصلاة وفعاليات اليوم الأول، وكذلك بمشاركة عشرات المسلمين الجدد في برامج العيد، لأول مرة في حياتهم كمسلمين، بعد أن نطقوا الشهادة خلال شهر رمضان المبارك.
خطب العيد لم تختلف كثيرا عن سابقاتها، فقد دعت المسلمين إلى الاستمرار بالطاعات بعد رمضان، وإلى الفرح والوحدة، وحثتهم على لعب أدوار إيجابية فعالة في مجتمعهم الأوكراني.
لكن اللافت في الخطب هو اهتمام العديد من وسائل الإعلام والمسؤولين بمضمونها، خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد، من خلال تصريحات ومواد دلت على تمسك مسلمي أوكرانيا بوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا.
عيد الأطفال
وبعد أن انتهت الخطبة وتعانق المسلمون، خرجوا إلى ساحات وقاعات المراكز ليحتفل كل منهم على طريقته، وليتناولوا طعام العيد وحلواه معا، كما تعودوا خلال شهر رمضان.
لكن العيد بعيدين بالنسبة لأطفال أوكرانيا، فـ"الرائد" يحرص دائما عليهم كبراعم اليوم وأمل المستقبل، ولهذا فإن لهم جل البرنامج العيدي، وعليهم تركز جل نشاطاته.
مع "الرائد" يحتار الأطفال في العيد، أيقفزون أم يركضون أم يتناولون الحلوى، أم ينشدون ويرقصون، لكن وقتهم ووقت آبائهم يسمح بكل ما سبق وأكثر، فتراهم يتحركون بنشاط وسعادة غامرة بين مكان وآخر، يريدون اللعب، والعيدية من الكبار، والمشاركة في المسابقات، وكل كل شيء آخر أعدته المراكز والجمعيات.
أطفال الإعاقة
وفي العيد، لا ينس "الرائد" أن يتواصل ويدخل السعادة إلى قلوب أطفال حرمهم المرض أو الإعاقة من السعادة كغيرهم، حتى وإن كانوا غير مسلمين، فالإسلام دين رحمة تسع الجميع، ويجب أن تصل إلى الجميع.
عدة جمعيات قامت قبل العيد بزيارة إلى دور أيتام في مختلف المدن، وفي العيد، قامت جمعة "الإسراء" الاجتماعية في مدينة فينيتسا بنشاط استهدف بالزيارة مستشفى لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان، لأنهم من أشد الحاجة إلى الفرحة في وطننا والعالم.
أبناء "الإسراء" حملوا الهدايا إلى الأطفال المرضى في المستشفى، وحجزوا (لهم ولأطفال المسلمين) مهرجين، فكانت الفرحة مضاعفة، بالزيارة والتكافل والهدايا والألعاب والنكات والحركات الطريفة.
مسلمو الشرق
ورغم كل ما يحيط بهم من ألم ومعاناة، حرص "الرائد" على إسعاد مسلمي شرق أوكرانيا بعيدهم، وخاصة في مناطق النزاع المسلح بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك.
بجهود جماعية شارك بالتحضير للعيد جميع الأعضاء في المركز الثقافي الإسلامي وجمعية "الأمل" الاجتماعية، فطبخوا الطعام وأعدوا الحلوى واشتروا الهدايا، حتى كان العيد سعيدا داخل جدران المركز، على غير ما توقع المسلمون وأبنائهم.
واللافت أن مسلمي دونيتسك ولوهانسك حرصوا رغم صعوبات التنقل على القدوم إلى الصلاة رجالا ونساء وأطفال، الأمر الذي قال عنه د. حمزة عيسى رئيس فرع الاتحاد في إقليم الدونباس شرق أوكرانيا: "الحمد لله الذي وفقنا لإحياء العيد، وسخرنا لنكون خلال سنوات الأمن السلم سببا لتمسك المسلمين بدينهم في أيام الخوف والتوتر".
وفيما يلي مقطع فيديو يبين جانبا من إحياء العيد في المركز الإسلامي بالعاصمة كييف، حيث المقر الرئيس للاتحاد: