الرائد يجمع حفظة أوكرانيا في مسابقته السنوية للقرآن الكريم (صور وفيديو)

لمسلمي أوكرانيا مع القرآن حكايات وحكايات، فقد حرموا من تعلم أحكام وتعاليمه لعقود مضت، نجحت بتشويه الكثير من جوانب هويتهم، لكنها فشلت بسلخهم عنها وعن حب الإسلام والتمسك به.

ويشهد التاريخ أن تتار القرم حرصوا على حمل القرآن معهم عندما أجبروا على ترك بيوتهم في العام 1944م، ليهجروا قصرا عن وطنهم الأم، ولتحرق بعد ذلك وتصادر معظم مؤسساتهم الدينية والتعليمية.

حرص التتار على القرآن فحفظهم، ثم جاء اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" ليحييه في حياتهم وقلوبهم، فأسس بدعم وإشارف الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، أسس مركزا لتحفيظ القرآن الكريم في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، ليعلم النشء المسلم كتابه، وليعود الحفاظ من جديد إلى القرم، وإلى باقي أقاليم ومدن أوكرانيا.

وفي إطار جهوده المستمرة لتحفيظ القرآن وتعليم أحكامه، يقيم الاتحاد سنويا مسابقة على مستوى أوكرانيا، بالتعاون والتنسيق ودعم من قبل الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وموقع "نون" الإلكتروني للقرآن وعلومه في دول قطر.

وفي هذا العام، وتحديدا خلال اليوم الماضيين، احتضن المركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل المسابقة، بمشاركة نحو 40 متسابقا من مختلف المدن والأعمار والمستويات، في أجواء جمع التنافس مع الإيمان في أسمى مظهر، وجسد معنى قوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة..." واقعا عمليا.

يقال لحامل القرآن في الجنة "اقرأ وارتق"، ولمسلمي أوكرانيا اليوم نصيب من هذه المكانة، فالحفاظ بالعشرات، بفضل الله وتوفيقه، ثم بجهود "الرائد" ومن يدعم مسيرة العطاء، التي تستمد نورها من نور القرآن ومنهجه.

مشاعر إيمانية جياشة خيمت على قاعة المسابقة، عبر عنها الكثير من المشاركين والحاضرين، وخاصة من طلاب مركز التحفظ الذي يدرس فيه حاليا العشرات من الطلاب، فما اجتماعهم إلى حول حبهم لبعضهم، وحفظهم لأطهر كتاب في الوجود.

فضيلة الشيخ د. شادي شاور إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في مدينة خاركيف، وخريج جامعة الأزهر الشريف، ترأس لجنة التحكيم، وقال واصفا تلك المشاعر: "تعجز الكلمات عن التعبير، فالمسابقة والمتسابقون حصاد جهود أعوام طويلة قدمها الاتحاد على طريق إحياء هوية المسلمين وتعزيز ارتباطهم بها؛ فيهم تلتقي ذكريات ماض أليم مع أمل بمستقبل مشرق، خاصة وأنهم جميعن من الأطفال والشباب".

أما أحمد حسانوف الفائز بجائزة المسابقة الأولى، فقال إنه سعيد للمشاركة بالمسابقة، ولمشاركة عدد من طلابه فيها أيضا، في "بيئة الرائد القرآنية الإيمانية"، حيث الجميع فائز...؛ مضيفا: "أشكر الرائد والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وكل من يهتم بمسلمي أوكرانيا...".

يذكر أن "الرائد" خلال في العام 2010 مسابقة دولية جمعت حفاظ أوكرانيا مع نظرائهم في دول الاتحاد السوفيتي السابق.