يدخل مسلمو أوكرانيا في أجواء شهر رمضان المبارك قبل بدايته، ويستمرون فيها حتى بعد انتهائه، فما يتضمنه من برامج وفعاليات كثيرة وعلى مختلف الصعد، يصعب حصرها في أيام صيامه المعدودة.
وبداية الدخول لأجواء رمضان تكون في أوكرانيا قبل أسابيع من بدايته، من خلال منابر خطب الجمعة والصلوات الخمس في مساجدها، حيث يدعو الأئمة وعامة المسلمين الله بأن يبلغهم الشهر الفضيل ويعينهم على صيامه وقيامه.
وقبل نحو أسبوعين من البداية تنهمك المراكز والجمعيات الثقافية الاجتماعية الإسلامية بطابعة إمساكيات الشهر الفضيل وتوزيع المعونات الغذائية على الأسر المسلمة الفقيرة في مختلف الأقاليم والمدن، التي تحتوي عادة على نحو 100 كيلو غراما من المواد الغذائية الأساسية (رز – طحين – زيت – سكر – شاي – بصل – إلخ)، تشجيعا لها على الصيام وتلبية لنداء الواجب تجاههم.
ومن أكبر الحملات الخيرية لتوزيع الأغذية تلك التي يقوم بها اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد، حيث يعيش نحو 500 ألف تتري مسلم، معظمهم ينتمي إلى طبقة الفقر.
دورات رمضانية
وقبل بداية شهر رمضان أيضا تنظم المراكز والجمعيات سلسلة من الدورات الثقافية الفقهية، التي تهدف إلى بيان جوانب عدة من الأحكام الشرعية والفقهية المتعلقة بالصوم، والحث على استثمار رمضان بالتوبة والإقلاع عن المعاصي، وقيام أيامه ولياليه طلبا وطمعا برضا الله سبحانه وتعالى.
وقال د. شادي شاور رئيس القسم الثقافي في "الرائد" إن من أبرز هذه الدورات التي تقام بصورة سنوية دورات خاصة بأئمة مساجد القرم (نحو 150إماما)، تهدف إلى تفعيل أدوارهم في إحياء الشهر الفضيل واستثماره، ورفع مستويات علمهم بأحكامه وكل ما يتعلق به.
كما تقام سنويا سلسلة دورات خاصة بمئات المسلمين الجدد في أوكرانيا، تهدف إلى التعريف برمضان فضلا ومكانة، إضافة إلى أساسيات في الأحكام الشرعية والفقهية المتعلقة به.
استقبال وبرامج منوعة
وتستقبل المراكز والجمعيات شهر رمضان المبارك بحملات لإعداد مساجدها ومصلياتها ومرافقها المختلفة نظافة وزينة، وتنظم برامج رمضانية مكثفة تستمر على مدار أيام وليالي الشهر، تتضمن حلقات تلاوة القرآن الكريم ودروس السيرة والتجويد وجملة من الخواطر الوعظية التي تتخلل صلاة التراويح.
كما تنظم مسابقات قرآنية في كل مدينة، وأخرى على مستوى الأقاليم والمدن، ويشارك عدد من حفاظ القرآن الكريم في أوكرانيا بمسابقات دولية لحفظة كتاب الله من مسلمي الغرب والعالم.
وتعد الإفطارات الأسبوعية أو اليومية (بحسب المدينة) واحدة من أبرز برامج الشهر، وكذلك برنامج القيام واعتكاف أيام وليالي العشر الأواخر من رمضان، بما في ذلك ليلة السابع والعشرين منه.
دعوة وبركة
ويعتبر شهر رمضان المبارك في أوكرانيا من أخصب الشهور للدعوة إلى الله والتعريف بالإسلام، ومنفعة وبركة وخير للإسلام والمسلمين فيها.
يقول شاور: "تهتم وسائل الإعلام بإعلان بداية الشهر ونهايته، وتحرص الرئاسة والحكومة على تهنئة المسلمين الذين يقدر عددهم بنحو 2 مليون نسمة من أصل 46 مليونا، وهذا ما يدفع العامة للتساؤل عن حقيقة الإسلام والمسلمين، الأمر الذي يكون بداية طريق الهداية بالنسبة للعشرات، أو لدحض الشبهات على الأقل.
ويشير في هذا السياق إلى أن المراكز والجمعيات تحرص على التواصل مع هذه الفئة "المهتمة" خلال الشهر وبعده، من خلال فعاليات ثقافية تشبه إلى حد كبير نظيراتها الرمضانية كالإفطارات والدروس.
ويشير إلى أن الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمحسنين يجودون بأموالهم وأموال الميسورين خلال شهر رمضان، الأمر الذي يشعر المسلمين ببركة الشهر، ويدفع عجلة مشاريع العمل الإسلامي الدعوي الخيري في أوكرانيا.