تحت رعاية اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بالأقليات الإسلامية في أوكرانيا احتضن المركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل عاصمة إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا يوما تعريفيا بالثقافة التترية الإسلامية وتاريخ وجودها في الإقليم، وذلك بتاريخ 26/03/2010م.
حضر وشارك بفعاليات اليوم الثقافي عشرات الباحثين والمفكرين والمستشرقين، وأساتذة عدة جامعات ومعاهد الأدبية في القرم وغيره من الأقاليم والمدن، كما شارك العشرات أيضا من طلاب تلك الجامعات والمعاهد بفعاليات اليوم.
تضمنت فعاليات اليوم الثقافي تقديم عدد من المستشرقين والأساتذة بحوثا ودراسات وكذلك إلقاء محاضرات عن تاريخ عرق التتار ودخول الإسلام إلى القرم وباقي الأجزاء الأوكرانية، بينت في مجملها على أصالة الوجود التتري الإسلامي في القرم منذ منتصف القرن العاشر الميلادي، والدور الكبير الذي لعبه هذا الوجود من خلال نقل الحضارة الإسلامية إلى الإقليم ومنه إلى عدة دول وإمارات مجاورة آنذاك.
كما تضمنت فعاليات اليوم استعراضا لبعض المخطوطات التاريخية الأثرية التي نجت من بطش النظام السوفييتي منتصف القرن الماضي (الذي دمر وأحرق معظم مساجد وكتب التتار ومؤسساتهم التعليمية، بعد أن هجرهم قسرا إلى دول شرق آسيا في العام 1944)، وتضمنت أيضا استعراضا لجوانب عدة من التراث والفلكلور وحتى العادات والتقاليد الشعبية الخاصة بالتتار، من لباس وتحف وأناشيد وغيرها.
في حديث مع الجزيرة نت قال مسلم درويشوف رئيس جمعية الأمل الطلابية التي نظمت فعاليات اليوم: "هدفنا من خلال هذا اليوم الثقافي إلى تعريف النخبة الأدبية المثقفة في القرم بالتتار شعبا وثقافة، وذلك من باب التقارب مع الآخر وتعزيز مظاهر الاحترام والتعايش في الإقليم الذي تعيش نحو 120 فئة عرقية ودينية، كما هدفنا إلى التعريف بديننا الإسلام الذي كان له الفضل بإيصال مظاهر الحضارة إلى أوروبا بعد أن اعتنقه التتار.
وقال الباحث والمستشرق فياتشيسلاف شفيد للجزيرة نت: "إن من واجب جميع فئات القرم أن تقيم هذا النوع من الفعاليات الثقافية، لأنها سبيل إلى تعزيز روح التعايش والتفاهم بينها، وإلا فإن القرم معرض لأن يكون ساحة احتقان بينها في ظل دعم أطراف خارجية لبعضها ضد أخرى، وهذا هاجس بات كثير الطرح في السنوات القليلة الماضية، خصوصا في ظل سوء العلاقات الذي كان بين حكام البلاد البرتقاليين الموالين للغرب والإدارة الروسية".
يذكر أن تعداد التتار في القرم يقارب النصف مليون نسمة، وأنهم يشكلون فيه نسبة تقارب 18% من مجموع عدد سكانه، بينما يشكل الروس نسبة تقارب 40%، والأوكران 30%.
المصدر: الجزيرة نت + مركز الرائد الإعلامي