إضافة تعليق
بعد أن كثرت الأسئلة التي تتعلق بحكم شراء اللحوم والدواجن من الأسواق الأكرانية وكثر الخوض فيها، وورد الى موقعنا العديد منها، رأت اللجنة الشرعية في الاتحاد أهمية بيان الحكم الشرعي فيها حتى يكون المسلم على بيّنة من أمر دينه.
لقد أباح الله تعالى للمسلم أن يأكل من كل مباح، وحرّم عليه بعض المأكولات كالميتة التي ذبحت بعد موتها أو كالتي ذبحت بطريقة تخالف الشريعة الإسلامية.
وحتى نبين الصورة للمسلمين المقيمين في أكرانيا كان لا بد من أن نبين شروط الذبح الشرعي والذي به يباح لنا أكل هذا الحيوان أو ذاك الطير. ومن ذلك:
الذكاة الشرعية
يقول الله تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) المائدة:5
فدلت هذه الآية بمفهومها على أنه لا تحل ذبيحة كافر غير الكتابي، لكن يشترط في ذبيحة الكتابي أن يتم ذبحها على الطريقة الإسلامية، فإن خنقت، أو صعقت، أو ضربت بمسدس في الرأس ونحو ذلك أخذت حكم الميتة. كما ننبه إلى أن العمال الذين يقومون بالذبح في (المسالخ) إذا كانو بوذيين أو ملحدين أو وثنيين فلا تحل ذبائحهم وإن كانوا يعملون في بلد نصراني.
وحتى تتضح الصورة أكثر سنفصل الحديث فيما يلي:
الدجاج وكيفية ذبحه في أكرانيا
زرنا مزرعة للدجاج ورأينا كيفية الذبح حيث لا يقطع نصف رأس الدجاجة بل يدخلون قضيبا رفيعا مثل المسمار ويثقب الرقبة ويقطع وريدا واحدا ولا يقطع الحلقوم ولا المريء ولا حتى الوريد الثاني.
الشروط الواجب توفرها في الذبح الشرعي للأبقار والأغنام والدواجن
إن الأكمل في الذكاة قطع الأوداج الأربعة، وهي الحلقوم الذي هو مجرى النفس، والمريء الذي هو مجرى الطعام والشراب والودجان وهما العرقان في صفحتي العنق يجري فيهما الدم، واختلف العلماء بعد ذلك في المجزئ في الذبح:
1. ذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أن الذبح يحصل بقطع ثلاث منها بدون تعيين.
2. ذهب المالكية إلى أن الإجزاء يحصل بقطع كل الحلقوم مع الودجين.
3. ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الذبح يجزئ بقطع الحلقوم والمريء.
وعلى ذلك، فلا يجزئ قطع ودج واحد ولا تؤكل به الذبيحة لأنها لم تتم ذكاتها، (وذلك بناء على رأي جميع المذاهب)
الخلاصة
وبعد أن بيّنّا لك أخي المسلم كيفية الذكاة الشرعية للحيوان، وعرضنا لك طريقة ذبح الدجاج في أكرانيا، خلصنا إلى أن ما يباع في الأسواق من دواجن – حرام، وذلك كونها لم تُذَكَّ ذكاة شرعية أي لم تذبح حسب الشروط الشرعية في الإسلام والتي يقبل بقطع أقل شيء منها وهو أي ثلاثة منها. وكذلك يحرم شراء لحوم الأبقار والأغنام لنفس الأمر.
وعلى المسلمين أن يقوموا بفتح مسالخ خاصة بهم تذبح حسب شريعتهم الغراء، أو أن يذهب المسلم ويشتري بنفسه الحيوان ويقوم بذبحه أو الإشراف على ذبحه وبذلك نكون قد التزمنا بشريعة ربنا وأدخلنا إلى أجوافنا الطعام الحلال المباح.
هذا ونهيب بالإخوة الذين يعرفون أية معلومات عن مزارع أو مسالخ تذبح حسب الشريعة الإسلامية في أي مدينة من مدن أكرانيا أن يزودونا بها، لنقوم باتخاذ الواجب أملاً بالتيسير على المسلمين.
هذا والله تعالى أعلم ...
اللجنة الشرعية في اتحاد الرائد
