أنت هنا
إضافة تعليق
شهدت إحدى الغابات المحيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف على مدار خمسة أيام أول مخيم نسائي دعوي للمسلمات الجدد، شاركت فيه نحو 50 من الناشطات في مجال العمل النسائي الإسلامي الدعوي من مختلف الفئات العمرية، ومن شتى أرجاء أقاليم ومدن أوكرانيا.
المخيم الذي انعقد في الفترة ما بين 1 حتى السادس من شهر مايو 2009، قام بتنظيمه القسم النسائي التابع لاتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" – أكبر مؤسسة رسمية تعني بالجاليات والأقليات المسلمة في أوكرانيا – وتحت رعاية الاتحاد العالمي للمسلمين الجدد، وتضمن برنامجه جملة من النشاطات الدينية والثقافية والرياضية والترفيهية المنوعة.
حلاوة الإيمان
لم يكن اختتام المخيم حدثا سعيدا كما كان افتتاحه، عبرت عن ذلك دموع المشاركات في الاجتماع الختامي للمخيم، وأثناء كلماتهن التي مزجت بين عبارات الشكر -لكل من ساهم في المخيم رعاية وتنظيما- والحزن على فراق أخوات عزيزات ربطت بينهن رابطة الإسلام، وعززت تلك الرابطة فعاليات المخيم.
داريا كوشنير -أوكرانية أسلمت قبل سنتين- تعبر خلال حوارها مع إسلام أون لاين عن حزنها الشديد لانتهاء المخيم قائلة: "اعتبرناه جميعا نموذجا مثاليا لحياة كل مسلم ومسلمة، ساهم بشكل فعال ومؤثر في رفع المستوى الإيماني لجميع المشاركات دون استثناء، وأعطانا دفعة معنوية قوية لإصلاح العديد من الجوانب السلبية في حياتنا المهنية والأسرية والاجتماعية بشكل عام".
وتشير داريا -التي تعمل حاليا في قسم التعريف بالإسلام التابع للرائد- إلى أن ثمرة المخيم تمثلت أيضا في أنه رسم لهن طريقا عمليا لحياتهن المستقبلية كمسلمات داعيات؛ كي لا يتوقفن عن العطاء بإعلان الإسلام وارتداء الحجاب".
وتتابع: "شعرنا في المخيم بالمعاني السامية للعلاقات الأخوية بين المشاركات، وذقنا حلاوة طعمها، وعظيم أثرها على النفوس من خلال تبادل التجارب والخبرات والتعاون في كل شيء، فكنا بحق كالجسد الواحد كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم".
وتختم الحديث بقولها: "نتمنى دوام تنظيم مثل هذه النشاطات النسائية؛ لأن حاجة المسلمات إليها ملحة جدا، وهي متنفس لهن في مجتمعات الغرب".
من جهتها تؤكد فاطمة عمرو اللايفا رئيسة القسم النسائي في الاتحاد أن المخيم حقق نتائج أفضل بكثير مما توقعنا، مشيرة إلى أن هذا النجاح دفعهن إلى اتخاذ قرار من شأنه تنظيم مثل هذه النشاطات بشكل سنوي.
رياضة وثقافة وترفيه
تضمن المخيم محاضرات دينية وثقافية حول موضوعات ومحاور مختلفة، أوضح من خلالها المحاضرون والمحاضرات (من قادة العمل الإسلامي في اتحاد الرائد والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة") عظيم مكانة العلاقات الأخوية في الإسلام، وأهمية تعزيز هذه العلاقات بشكل دائم يخدم العمل الإسلامي ووحدة المسلمين، وأكدوا أهمية معرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكونه القدوة والأسوة الحسنة لكل مسلم ومسلمة، كما أكدوا أيضا أهمية تربية النفس ومحاسبتها بشكل دوري يرتقي بها ويهذبها، ويوصلها إلى الشعور بلذة الإيمان وحلاوته.
وركزت بعض المحاضرات على أهمية الانطلاقة في فضاء الدعوة وتعريف غير المسلمين بالإسلام، على أساس الإخلاص لله تعالى، وتحصيل وفهم العلم الشرعي، والتخلق بأخلاق الإسلام الطيبة، بحيث تعكس المرأة المسلمة صورة الإسلام السمحة وتدحض عنه الشبهات أينما حلت.
أيضا تضمن المخيم ممارسة المشاركات للعديد من الألعاب الرياضية كالجري والسباحة وكرة السلة وكرة المضرب وغيرها من الرياضات الأخرى، وساهم في تيسير هذا الأمر طبيعة مكان المخيم المنعزلة التي ساعدت على تنظيم العديد من البطولات فيما بينهم، بالإضافة لمسرحيات كوميدية هادفة، وعدة مسابقات ثقافية وترفيهية مختلفة أضفت أجواء من المتعة والسرور على المخيم.
يذكر أن افتتاح المخيم تم بحضور الدكتور إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد، والشيخ د. عماد أبو الرُب إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في كييف، وفاطمة عمرو اللايفا رئيسة القسم النسائي؛ حيث رحبوا بالحاضرات وأكدوا على الأهداف الرئيسة المرجوة من المخيم، كالارتقاء بالمستوى الثقافي الإيماني لكل مسلمة مشاركة بشكل يعزز من ثباتها على دينها الذي ارتضته لنفسها، ويدفعها لتفعيل عملها في خدمة هذا الدين الحنيف والتعريف به حق المعرفة، وتعزيز العلاقات الأخوية بين المشاركات في المخيم، إضافة إلى تبادل خبرات وتجارب المشاركات في مجال العمل النسائي الدعوي.
الخبر كما ورد على موقع إسلام أون لاين (هنا)
مركز الرائد الإعلامي