أنت هنا
إضافة تعليق
أولينا ميرونينكو، أو (أم عبد الله)، أوكرانية مسلمة، وقبل أيام من "يوم المرأة العالمي"، اختارتها إدارة العاصمة كييف مؤخرا لتكون واحدة من بين أفضل عشر قيادات نسائية تميزت في المدينة خلال العام 2020، وحصلت بموجب ذلك على شهادة "مواطنة العام".
الشهادة التقديرية خصصت في 2020 للتميز في مجال مكافحة جائحة كورونا، واختيار أم عبد الله جاء بناء على جهودها كرئيسة لجمعية "مريم" النسائية الإسلامية التابعة لاتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في أوكرانيا، وحجم النشاط الذي قادته في المدينة وغيرها بهذا المجال، بالتعاون كذلك مع "اتحاد مسلمات أوكرانيا" التي هي عضو فيه أيضا.
عمدة المدينة فيتالي كليتشكو، وهو بطل الملاكمة العالمي السابق في الوزن الثقيل، سلم شهادات التقدير إلى السيدات، واعتبر أنهن "قدوة" في مجتمع كييف، الذي مر بظروف صعبة خلال الجائحة، قبل أن تخفف إجراءات الحجر.
نشاطات كورونا
تستعرض أم عبد الله للجزيرة نت جانبا من "نشاطات كورونا" كما تصفها، والتي كانت سمة رئيسية لعمل جمعية "مريم" خلال العام 2020، وحتى الآن.
تقول: "بدأنا في مارس الماضي بحملة لحياكة وتوزيع الكمامات الواقية على العامة، ثم بحملات واسعة لتوزيع المعونات الغذائية على الأطباء والمحتاجين في البيوت خلال فترة الحجر الصحي الصارم، ومؤخرا نقوم بتوزيع مساعدات طبية وفحوصات كشف الإصابة على دور الأيتام وكبار السن، ومراكز الرعاية الاجتماعية".
وتضيف: "نظمنا أيضا حملات بينية، وشاركنا في أخرى، لإطعام المشردين في شوارع المدينة، خاصة خلال فترات البرد، وتراجع نشاط الجمعيات الإغاثية خلال الجائحة، وكان لهذه الحملات أثر طيب على نفوس المشردين بحمد لله".
مواطنة بحجاب
في الحي الذي تسكنه أولينا (أم عبد الله) مع زوجها وأطفالها، يكاد يعرفها جميع الجيران، وتقديرهم هناك لا يقل شأنا عن تقدير إدارة المدينة، إن لم يزد.
تتولى أولينا لجنة شؤون المبنى الذي تسكنه، وتعتبر حلقة وصل بين إدارة الحي والسكان عند كل طارئ أو مناسبة.
عن أولينا تتحدث تتيانا زاتوفا رئيسة مركز مكافحة العنف الأسري في كييف، وهي أيضا من بين الحاصلات على شهادة "مواطنة العام"، فقول: "تعاونا معها عدة مرات. إنها شخصية منفتحة ومتفانية؛ لا تهدأ إذا علمت أنها تستطيع مساعدة أحدهم قبل أن تفعل، وتحشد لذلك كل جهد ووقت".
واستطردت قائلة: "تعاملي معها (في إطار الصداقة والنشاط) يشعرني بالفخر، وحقيقة لا يثير انتباهي الحجاب بقدر ما يثير الانتباه جدها وعطاؤها النابع من القلب. إنها بالنسبة لي مواطنة أوكرانية فريدة قبل كل شيء، مع إضافة حجاب، وهذا يدفع إلى حب واحترام أمثالها من المسلمين".
أم وناشطة
في حياة أم عبد الله قصص تركت في شخصيتها ونفسها أثرا كبيرا، بدأ بإسلامها قبل نحو 15 عاما، ثم بتفرغها لتربية الأولاد، قبل أن يكبروا وتعود إلى "خدمة المجتمع".
زوجها طارق سرحان الداعية الإسلامي المعروف في أوكرانيا، يقول: "أحبت زوجتي الإسلام، لكنها أسلمت بعد أن ولدت ابنتنا داليا، فولادتها غيرت كثيرا نظرتها للحياة، وأصبحت على يقين بأننا كأسرة مسلمة سنكون أقدر على تربية داليا وتنشأتها نشأة إسلامية".
وتابع: "شخصية زوجتي قيادية من البداية، وأنا أقدر لها جدا أنها ضحت بمعظم وقتها لتربية أولادنا الخمسة حتى كبروا، ثم عادت قبل 3 أعوام فقط إلى نشاطها في "خدمة المجتمع".
ويختم بالقول: "أم عبد الله قلب طيب كريم، وسعنا جميعا، ولا أبالغ أبدا إذا قلت إنه يسع جميع المحتاجين في أوكرانيا، من مسلمين وغيرهم".
الجزيرة