أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua
توافينا ذكرى "اليوم العالمي للمرأة" في ظل متغيرات متسارعة تعيد صياغة المشهد العالمي، ما بين توجهات شعوبية إقصائية منغلقة، في مقابل أخرى إنسانية منفتحة تتمسك بالحرية وتطالب بالمساواة لجميع بني البشر.
وفي ظل تلك التطورات كان للمرأة عامة – وللمسلمة خاصة حضور فاعل ودور أساسي يستحق التحية والاعتزاز، سواء منهن ضحايا النزاعات والاضطرابات، أو المدافعات عن الحقوق الإنسانية الأساسية، والمناضلات لترسيخ قيم العدالة والكرامة دون تمييز ولا تفرقة.
وبهذه المناسبة فإن "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" يحيي كل امرأة شاركت ولا تزال في التصدي لكل أشكال العنف والتهميش والإقصاء، ووقفت شامخة تعلن رفضها لما يتعرض له بني الإنسان من امتهان وإذلال وسلب الحق في الحياة الكريمة، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين.
كما يخص بالتحية المسلمة الأوروبية، التي تمثل خط الدفاع الأول أمام حملات الإسلاموفوبيا المتصاعدة، تقديراً لدورها الفاعل في بناء المجتمعات، والحفاظ على توازنها، فضلا عن مهمتها المحورية في صناعة المستقبل من خلال تربية الأجيال الناشئة على القيم والفضيلة بكلّ تفان وإخلاص.
إن "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" وانطلاقـاً من دوره التجديدي الرائد على الصعيد الأوروبي، يولي عناية خاصة لقضايا المرأة، حيث ركز عبر تاريخه من خلال أدبياته وخططه وبرامجه العملية على تشجيع العمل النسائي وتمكينه، بالتوازي مع تعزيز ثقافة المشاركة الفاعلة للشقائق في مختلف المجالات.
ونتيجة لهذا الفكر المستنير مع دأب المرأة المسلمة الأوروبية المستمر دفاعاً عن قضاياها، فقد تحققت في هذا الصدد مكاسب هامة، إلا أن الواقع لا زال يعاني من نقائص جوهرية وظواهر سلبية تشمل العنف الأسري، والعنصرية في سوق العمل، والتمييز السلبي في مواقع المسؤولية، وضعف المشاركة في دوائر صنع القرار على اختلاف مستوياتها، وهو ما يتطلب استمرار المسيرة الإصلاحية لتدعيم مكاسب المرأة وتعزيز مكانتها.
ويعتبر "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" هذا اليوم محطة هامة تستوجب من المؤسسات الرسمية والإسلامية والمجتمع المدني بمختلف أطيافه مراجعة وضع المرأة وما تحقق لها من إنجاز أو إخفاق على الأصعدة الحقوقية والتعليمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
كما يطالب ببذل المزيد من الجهود ليس فقط بوضع أنظمة وسياسات تنصف المرأة وتحافظ على كرامتها، بل باتخاذ إجراءات عملية تؤكد على تطوير حضورها في الهيئات والمجالس القيادية للمؤسسات الإسلامية، وإطلاق الفرص لتمكينها وتشجيعها على تنمية مشاركتها، وتحقيق النجاحات المرجوة من تلك المشاركة في مختلف المواقع.
كما يذكّر الاتحاد بأهمية السعي الجاد لتصحيح الصورة النمطية عن المرأة المسلمة، باعتبارها شريكة حقيقية فتح لها الإسلام جميع آفاق العمل في شتى الميادين، في إطار من التوازن بين الحقوق والواجبات، وذلك تأسيساً على مبدأ التعاون والتكامل، وانطلاقاً من قيمنا الإسلامية الأوروبية. مؤكداً أن أبوابه مفتوحة للترحيب بكافة المبادرات ذات الصلة من أجل الحوار البنّاء والتعاون المثمر في دعم مكتسبات المرأة وتعزيز دورها، وهو ما يخدم الاستقرار والتقدم المنشود لها ولكافة فئات المجتمع.
اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا - بروكسل في 8 مارس 2017