مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2010.11.01 / 1037

يذكر الرحالة الشهير ابن بطوطة أنه لمس حجما كبيرا للاهتمام بالعلم والعلماء والحفظة والفقهاء من خلال زياراته لبعض المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ المسلمين في القرن الرابع عشر، كإقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا ودول شرق آسيا.

لكن الاتحاد السوفييتي كان مهتما بالقضاء على جميع مظاهر التدين في هذه الدول التي كانت تتبع له في القرن الماضي، وتنضوي معظمها حاليا تحت لواء رابطة الدول المستقلة عنه، وذلك لفرض فكره الشيوعي ونظامه الاشتراكي على الجميع، من مسلمين وغيرهم.

يقول د. أمين القاسم الباحث في تاريخ إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا إن النظام السوفييتي دمر معظم مساجد ومؤسسات ومدارس الإقليم التابعة للتتار المسلمين فيه، ومنعهم من ممارسة تعاليم دينهم.

ويضيف القاسم أن النظام بعد أن هجر التتار قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا في العام 1944م أحرق ودمر كل ما اقتناه وخبأه التتار من مصاحف وكتب دينية، بعد أن وصلت إليها أيادي أتباعه من الجنود وغيرهم، وأعدم جميع العلماء والحفظة ومعظم الأئمة بينهم، ضمانا لعدم عودة الدين إلى حياتهم.

ويقول إقبال شريبوف، وهو حافظ للقرآن من طاجاكستان، إن الآباء والأجداد رووا للأحفاد في بلده ما كان يقوم به النظام السوفييتي من قتل وحبس وتعذيب في صفوف العلماء والحفظة، حرصا على انتشار أفكاره، وعدم وجود أخرى.

عودة

لكن السنوات العشرين الماضية التي تلت انهيار الاتحاد كشفت أن تمسك التتار وغيرهم من مسلمي تلك الدول بدينهم باق، رغم الضغوط السوفييتية عليهم لعشرات السنين.

يقول القاسم إن التتار شكلوا في بلاد المهجر تجمعات أشبه بالمخيمات الخاصة بهم، فحفظوا بذلك بعضا من عاداتهم وتقاليدهم ومظاهر حياتهم الإسلامية، كالصيام والصلاة والأعراس، لكن ذلك كان يتم غالبا بالسر، بعيدا عن أعين أتباع النظام.

يقول الشيخ عبد الرحمن العوضي رئيس لجنة مسلمي آسيا في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت، التي رعت قبل أيام مسابقة الشيخ عبد الله المبارك الصباح الدولية للقرآن الكريم بين حفظة رابطة الدول المستقلة وشارك فيها 35 متسابقا منها، يقول إن الهيئة لمست إقبالا كبيرا من قبل مسلمي هذه الدول على دفع الأبناء لتحفيظ الأبناء القرآن الكريم وتعليمهم العلم الشرعي الديني، ولذلك تهتم بتنظيم مسابقة سنوية لهم منذ 18 عاما.

وأشار إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الحفاظ في هذه الدول، لأن مراكز التحفيظ كثيرة وليست معظمها حكومية، كما لا توجد أرقام حول أعداد الحفظة الذين قتلوا خلال القرن الماضي.

طرق مختلفة

ويتبع الكثير من مسلمي هذه الدول أساليب مختلفة لتحفيز ودفع أبنائهم إلى حفظ القرآن وتلقي العلم الشرعي، وهي لا تخلو من بعض الغرابة أحيانا، والطرافة أحيانا أخرى.

يقول يعقوب رفشانوف، وهو حافظ من قرغيزيا يبلغ 16 عاما، إن من يحفظ القرآن في قرغيزيا كاملا يلبس قبعة أشبه بالتاج، دلالة على أنه حافظ، وهو ما يفرض على الناظرين حبه واحترامه وتقديره.

ويقول الحافظ إقبال شريبوف من طاجاكستان إن بعض الأهالي يودعون أبناءهم في مراكز ومدارس للتحفيظ، بعيدة عن مدنهم وقراهم، ولفترات طويلة قد تتجاوز الثلاثة سنوات، وذلك لكي يركز الأبناء خلالها على الحفظ والتعلم، لا على أي شيء آخر.

بينما يقول زكريا بوخانوف من جمهورية تتارستان وسط روسيا إن بعض الآباء يضطرون لدفع رشا تصل إلى 600 دولار، حتى يقبل أبناؤهم في مدارس التحفيظ، خاصة إذا كانت أعمارهم قد تجاوزت العاشرة، والمدارس تفضل من هم دون ذلك.

المصدر: الرائد + الجزيرة نت

 

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: