إضافة تعليق

انتهت يوم الإثنين الموافق 29/03/2010م آخر أيام حملة واسعة دامت نحو شهرين للتعريف بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حملت شعار (رحمة للعالمين) في إقليمي شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا وإقليم الدونباس شرقها، حيث يعيش أكبر تجمع للتتار المسلمين في أوكرانيا (40% من إجمالي عدد المسلمين البالغ نحو 2 مليون نسمة من أصل 46 مليونا).

رعى الحملة اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وذلك بالتعاون مع عدة شخصيات وهيئات ومنظمات خيرية داخل أوكرانيا وخارجها.

هدفت الحملة إلى تعريف شريحة واسعة من المسلمين التتار والأوكرانيين بنبيهم الذين لا يعرفون إلا اسمه بحكم سنوات النظام السوفييتي التي حرمتهم وحرمت آبائهم من دراسة وممارسة تعاليم دينهم، وأحرق ودمر وصادر معظم مؤسساتهم الدينية والتعليمية الخاصة بهم كمسلمين، كما هدفت أيضا إلى تعريف النخبة المثقفة في الإقليمين بشخصية الرسول الكريم وفضل الرسالة التي جاء بها على الإنسانية جمعاء، فشملت قوافلها عدة جامعات ومعاهد ومدارس ومسارح بالإضافة إلى عشرات المدن والقرى التابعة للإقليمين ذات الغالبية التترية المسلمة.

تضمنت الحملة إلقاء رؤساء مراكز وأئمة مساجد الإقليمين عدة محاضرات واستعراض عدة أفلام وثائقية حول صفات وشمائل الرسول الكريم ورسالته، وما تميزت سيرته النبوية من معاناة في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر الخير والحبة والسلام في ربوع الأرض وبين كل شعوبها، كما تضمنت توزيع كتب في السيرة ومنشورات وأقراص مضغوطة تروي هذه السيرة باللغة الروسية.

في حديث مع الجزيرة نت قال د. حمزة عيسى رئيس فرع اتحاد الرائد في الدونباس: "لمثل هذه الحملات الضخمة دور كبير بتعريف مسلمي أوكرانيا الأصليين بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي عبارة عن قوافل سيارة تستهدف عشرات الآلاف منهم في مدنهم وقراهم ومدارسهم، وهي وسيلة لتعزيز ارتباطهم به وحبه كنبي وقدوة مثلى في جميع مجالات الحياة".

وأضاف: "لمسنا من خلال الحملة شغفا من قبل الأوكرانيين من غير المسلمين بمعرفة أي شيء عن الرسول الكريم، وتلقينا عدة دعوات لعقد مؤتمرات سنوية في عدة جامعات ومعاهد حول شخصيته وتعامله مع عدة قضايا حساسة تشغل المجتمع الأوكراني ومجتمعات الغرب بشكل عام، كتعامله مع الحريات والمرأة ومتبعي باقي الأديان، وحتى نظام إدارته السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحكم".

وقال سيران عاريفوف مدير مركز "الرضوان" الإسلامي في القرم للجزيرة نت: "من خلال مشاركتي في الحملة أحسست بتأثر الحاضرين والحاضرات وبكاء العديد منهم على ما جهله مسلموهم من معلومات حول دينهم ونبيهم واستشعره غير المسلمين منهم من عظمته وتضحياته صلى الله عليه وسلم، وقد أطلق بعض المسلمين حملة في القرم والدونباس للحث على تسمية المواليد الجدد باسم "محمد" بعد حضورهم لفعاليات الحملة".

يذكر أن الحملة هذه تعتبر الخامسة من نوعها في أوكرانيا، لكنها الأكبر منذ أن انطلقت أولاها بعيد انتشار الرسوم المسيئة في الدنمارك.

المصدر: الجزيرة نت + مركز الرائد الإعلامي