مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2009.08.20 / 1386

للشيخ شفيق كستيرو - إمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة أوديسا

فهذا بحث أقدمه بعد أن أرقني خشيتي من تفرق كلمة المسلمين في صيامهم مستعينا بالله تعالى، وراجيا أن يكون ذلك مرضاة له ..

ابتدأ بحثي بمحاور خطوة بخطوة لأصل بالنهاية إلى مرادي وهو أمنيتي أن تتحد كلمة المسلمين، والمحاور هي:

أولا: ما هي حقيقة اعتماد الرؤية والفلك وهل المجلس الأوربي يفرق بين الفلك والرؤيا؟

ثانيا: هل رؤية دولة تلزم باقي الدول بالصوم؟

ثالثا: هل توحيد الصف ودرء مفسدة الاختلاف دور في الفتوى؟

رابعا: هل نحن ملزمون برؤية السعودية وصيامها حتى نصوم؟

وبعد الاتكال على الله ابدأ مقالي هذا فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطا، مذكرا أنني كنت أستطيع الإسهاب في البحث أكثر بالدلائل ولكني آثرت الاختصار. 

أولا: ما هي حقيقة اعتماد الرؤية والفلك وهل المجلس الأوربي يفرق بين الفلك والرؤيا؟

وحتى يظهر الأمر جليا نرجع إلى أصحاب الفتوى ننظر ما قالوه.

فتوى المجلس الأوروبي للإفتاء عن اعتماد الفلك لتحديد الشهر الهجري

 قرار الدورة التاسعة عشرة المنعقدة بتركيا في الفترة من 8-12 رجب 1430هـ الموافق 30 يونيو-4 يوليو 2009م ([2]):

1- إن الحساب الفلكي أصبح أحد العلوم المعاصرة التي وصلت إلى درجة عالية من الدقة بكل ما يتعلق بحركة الكواكب السيارة وخصوصاً حركة القمر والأرض ومعرفة مواضعها بالنسبة للقبة السماوية، وحساب مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في كل لحظة من لحظات الزمن بصورة قطعية لا تقبل الشك.

2- إن وقت اجتماع الشمس والأرض والقمر أو ما يعبر عنه بالاقتران أو الاستسرار أو المحاق حدث كوني يحصل في لحظة زمنية واحدة، ويستطيع علم الفلك أن يحسب هذا الوقت بدقة فائقة بصورة مسبقة قبل وقوعه لعدد من السنين، وهو يعني انتهاء الشهر المنصرم وابتداء الشهر الجديد فلكياً. والاقتران يمكن أن يحدث في أي لحظة من لحظات الليل والنهار.

3- يثبت دخول الشهر الجديد شرعياً إذا توافر ما يلي:

أولاً: أن يكون الاقتران قد حدث فعلاً قبل غروب الشمس.

ثانياً: أن يكون هناك إمكانية لرؤية الهلال بالعين المجردة أو بالاستعانة بآلات الرصد في أي موقع على سطح الأرض، ولا عبرة لاختلاف المطالع لعموم الخطاب بالأمر بالصوم والإفطار.

 ثالثاً: لقبول إمكانية رؤية الهلال لا بد أن تتحقق الشروط الفلكية التالية:

أ- أن يغرب الهلال بعد غروب الشمس في موقع إمكانية الرؤية.

ب- ألا تقلّ زاوية ارتفاع القمر عن الأفق عند غروب الشمس عن (5°) خمس درجات.

ج- ألاّ يقلّ البعد الزاوي بين الشمس والقمر عن (8°) ثماني درجات. 

4- على المسلمين في البلاد الأوروبية أن يأخذوا بهذه القاعدة في دخول الشهور القمرية والخروج منها وخصوصاً شهري رمضان وشوال وتحديد مواعيد هذه الشهور بصورة مسبقة، مما يساعد على تأدية عباداتهم وما يتعلق بها من أعياد ومناسبات وتنظيم ذلك مع ارتباطاتها في المجتمع الذي تعيش فيه) انتهت الفتوى

وهنا يتبين أن الفتوى اعتمدت على الفلك كحساب علمي دقيق واعتمدت على الرؤيا أخذا بالحديث الشريف (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ...) إذا فلماذا الاختلاف؟؟؟

وهنا تحرير للمسألة بينها لنا الدكتور "مسلمشلتوت" أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيسالاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك حيث قال إن غرة شهر رمضان 1430 هجريا فلكياستكون يوم السبت 22 أغسطس المقبل، مؤكدا أنهلا يمكن رؤية الهلال يومالخميس 29 شعبان 1430 هجريا في مصر والعديد من الدولالعربية والإسلامية.

وأوضح شلتوت: "يغرب هلال شهررمضان يوم الخميس 29 شعبان قبلغروب الشمس بمقدار 4 دقائق في منطقة الساحلالشمالي، و3 دقائق في مناطقالقاهرة وطابا وسيناء و أسيوط، ودقيقتين في قنا،ودقيقة واحدة في محافظةأسوان، مما يعنى عدم إمكانية رؤية هلال شهر رمضان خلالهذا اليوم ليكونبذلك يوم الجمعة 21 أغسطس هو المتمم لشهر شعبان 1430 هجريا،ويوم السبت 22  أغسطس المقبل غرة شهر رمضان 1430هجريا.

وأضاف شلتوت : أما بالنسبة لباقي الدول العربيةوالإسلامية فلنتتمكن الغالبية العظمى من هذه الدول من رؤية هلال شهر رمضان يومالخميس 1430هجريا وسوف ينطبق عليها نفس الوضع في مصر لتكون غرة شهر رمضانعندهايوم السبت 22 أغسطس، ماعدا 3 دول هي السنغال (حيث يغرب القمر بعدغروبالشمس ب 8 دقائق) و موريتانيا (يغرب القمر بعد غروب الشمس ب 6 دقائق)، والسودان (يغرب القمر بعد غروب الشمس بدقيقة واحدة) مما يجعل بدايةشهررمضان في هذه الدول يوم الجمعة 21 أغسطس. انتهى كلامه

أقول: وعليه يستحيل رؤية الهلال بالسعودية لان القمر يغيب قبل الشمس، أما بغيرها من البلدان فهي ممكنة كأمريكا اللاتينية

ويكون يوم الجمعة 21/8/2009 أول أيام شهر رمضان المبارك بالنسبةللآتي: 1. كل من يعتمد على تولد الهلال في إثباتبداية الأشهر القمرية 2.  لمن يعتمد الحساب الفلكي في ثبوت بدايةالأشهر القمرية وباشتراط إمكانية رؤية الهلال (بالعين المجردة أو بالتلسكوبات) فيأي منطقة من العالم تشترك معنا بجزء من الليل حيث يمكن رؤية الهلال بجنوب القارةالأمريكية الجنوبية باستخدام التلسكوبات والمناظير.

وهنا نقرر أن علماء المملكة العربية السعودية أجازوا الاعتماد على المناظير في تحري رؤية الهلال لشهر رمضان وكان هذا القرار قد صدر منذ عام 1981 من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ولم يعمل به , إلا انه قد جددت الدعوة من الحكومة السعودية بتتبع رؤية الهلال واستخدام المناظير للرؤية ومن أراد فليتتبع الخبر ليجده منشورا في كل مكان. 

ثانيا: هل رؤية دولة تلزم باقي الدول بالصوم؟

وثالثا: هل توحيد الصف ودرء مفسدة الاختلاف دور في الفتوى.

الشيخ الألباني يرى أن رؤية بلد تلزم باقي البلاد من الناحية الشرعية لعموم حديث النبي عليه السلام (صوموا لرؤيته ..)، إلا انه يجيز صوم كل بلد بحسب رؤيتها للهلال درءا للمفسدة الكبرى بالصغرى، وأكرر أنه من الناحية النظرية لا بد من صوم كل المسلمين، والمفسدة التي خاف من الشيخ هو اختلاف المسلمون في البلد الواحد في الصيام ليزيد فرقة المسلمون فرقة وهنا أمر جلل وخطير وهو الذي دفعني إلى كتابة بحثي هذا

وهنا ننبه إننا إذا تتبعنا هذه الفتوى نحسب أنفسنا ما خالفناها بجميع فروعها

فنحن نصوم للرؤية العينية التي سترى في عدة بلاد وهو ما اخبر به المجلس الأوروبي للإفتاء واليك ما يفيدنا من البيان وهو ( رؤية الهلال ستكون ممكنة في قسم كبير من الجنوب الغربي لأميركا اللاتينية مثل مدينة سانتياغو التي ستغرب فيها الشمس في الساعة (18:17) ويغرب القمر في الساعة (18:51)، وأوضح أن القمر سيتأخر في غروبه عن الشمس بـ(33) دقيقة ويكون ارتفاعه فوق الأفق أكثر من (5) درجات.

ولفت بيان المجلس إلى أن الشمس ستغرب في مدينة ليما عاصمة جمهورية بيرو في الساعة (18:05) ويغرب القمر في الساعة (18:31) متأخرا في غروبه عن الشمس بـ(26) دقيقة ويكون ارتفاعه فوق الأفق (6) درجات) .

كما أننا إذا رجعنا للفتوى تراها من جانب آخر تنازلت إلى صوم كل بلد على حده خوفا من تشتت المسلمين وتفرقهم بحسب المطالع والرؤية وبهذه الوجهة أيضا لم نخالف الفتوى حيث ان الدول المجاورة أوروبيا هي اعتمدت الصيام يوم الجمعة كتركيا ودول البلقان (كوسوفا، ومقدونيا، ورومانيا، والبوسنة، وصربيا، وبلغاريا، والجبل الأسود، وألبانيا) وانضمت ليبيا والسودان والسينغال وموريتانيا إلى القائمة، وأعلنت أن أول أيام شهر رمضان سيوافق الجمعة 21 أغسطس الحالي.

ونحن نتبع أوروبا فهل نشق الصف فيتبع كل منا بلده ونزيد الفرقة فرقة؟! سبحان الله.

ومن أراد رابط الفتوى بصوت الشيخ الألباني وغيرها من الفتاوى فإليك رابطها (هنا)

رابعا: هل نحن ملزمون برؤية السعودية وصيامها حتى نصوم؟

إخواني الأحبة ...

إذا نظرنا للفتوى السابقة ربما فيها الجواب الكافي إلا أنني آثرت نقل فتوى للشيخ ابن باز لنرى هل يلزمنا الشيخ ابن باز بالصوم مع المملكة أم يترك لنا الحرية لنصوم مع الرؤية في بلادنا؟

السؤال:

كيف يصوم الناس إذا اختلفت المطالع؟ وهل يلزم أهلالبلاد البعيدة كأمريكا وأستراليا أن يصوموا على رؤية أهل المملكة لأنهم لا يتراءونالهلال؟

الجواب:

الصواب اعتمادالرؤية وعدم اعتبار اختلاف المطالع في ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرباعتماد الرؤية ولم يفصل في ذلك، وذلك فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكمفأكملوا العدة ثلاثين) متفق على صحته.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

ولم يشر صلى الله عليه وسلم إلى اختلافالمطالع، وهو يعلم ذلك، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن لكل بلد رؤيته إذا اختلفتالمطالع. واحتجوا بما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم يعمل برؤية أهل الشام،وكان في المدينة رضي الله عنه، وكان أهل الشام قد رأوا الهلال ليلة الجمعة وصاموابذلك في عهد معاوية رضي الله عنه، أما أهل المدينة فلم يروه إلا ليلة السبت، فقالابن عباس رضي الله عنهما لما أخبره كريب برؤية أهل الشام وصيامهم: (نحن رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نراه أونكمل العد). واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته ...). وهذا قول له حظه من القوة، وقدرأى القول به أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جمعاً بينالأدلة. والله ولي التوفيق

وهنا ملاحظة مهمة ينبغي الانتباه إليها وهي من كلام ابن باز رحمه الله أن اختلاف المطالع من المسائل التي حصل فيها الاختلاف بين أهل العلم وقد درستها هيئة  كبار العلماء في إحدى دوراتها السابقة واتخذت قراراً بالأكثرية مضمونه :أن الأرجح قول من قال : إن لكل بلد رؤيتهوعليهم أن يرجعوا إلى علمائهم في ذلك عملاً بما رواه مسلم في صحيحه من حديث كريب عن ابن عباس ونصه :عن كريب أن أم الفضل بنت الحارثبعثته إلى معاوية في الشام، قال :فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل عليرمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعةثم قدمت المدينة آخر الشهرفسألني عبد الله بن عباس، ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلالفقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال : أنت رأيته . فقلت : نعم ، ورآه الناس وصاموا وصاممعاوية فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين أونراه. فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية ؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسولالله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم في باب الصيام.

فأما قول منقال: إنه ينبغي أن يكون المعتبر رؤية هلال مكة خاصة، فلا أصلله ولا دليل عليه، ويلزم منه أن لا يجب الصوم على من ثبتت رؤية الهلال عندهممن سكان جهات أخرى إذا لم ير الهلال بمكة.

الخلاصة:

أحسب أن في الصيام يوم الجمعة هو جمع لكلمة المسلمين سائلا من الله أن يلاقي بحثي المتواضع الذي استندت به لأقوال العلماء فيه جمع للكلمة وتوحيد للصف، والحمد لله رب العالمين.

 

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: